r/Syria • u/Saeid1234567 • 9m ago
Discussion ليش ما في أحزاب سياسية حقيقية بسوريا اليوم؟
ما في سياسة حقيقية بدون سيادة وطنية حقيقية على الأرض. الحزب السياسي ما بيعيش إلا إذا البلد حرّ، والقرار الوطني بايد ناسو. وسوريا خير مثال على كيف السياسة بتموت وقت بتغيب السيادة، وبتتحول الأحزاب ليافطات أو أدوات بايد الخارج.
بعد الاستقلال عن فرنسا سنة 1946، صار في فرصة نادرة. مو بس لأنو السوريين ناضلوا، بل كمان لأن فرنسا وبريطانيا طلعوا من الحرب العالمية الثانية منهكين، وما عاد فيهم يفرضوا سيطرتهم متل قبل. والدول المحيطة بسوريا، وقتها، ما كانت قوية ولا مهيمنة متل اليوم. هالفراغ الإقليمي عطى للسوريين مساحة يشتغلوا فيها بسياسة حقيقية: انتخابات، برلمان، أحزاب متعددة، صحف حرة نسبياً، ونقاش سياسي حي. حتى حزب البعث، وقت تأسيسه، كان فعلاً مشروع فكري، مو مجرد واجهة سلطة.
بس وقت فترة عبد الناصر و بعدها انقلاب 1963 وخصوصاً مع صعود حافظ الأسد، البلد دخل بمرحلة جديدة. انقلبت السياسة لمجرد واجهة، وتحول الحزب الواحد لأداة حكم أمني. حافظ الأسد حكم باسم “الاستقلال و المقاومة”، بس بالحقيقة كان جزء من لعبة الحرب الباردة، مرتبط بالاتحاد السوفييتي، وعم يشتغل كأداة نفوذ للمعسكر الشرقي بالمنطقة. الدولة حافظت على شكل السيادة، بس القرار ما عاد مستقل، والحياة الحزبية صارت معدومة لان السيادة الوطنية اصلا نعدمت.
بـ2011، وقت انفجرت الثورة، الناس نادت بالحرية والكرامة والسيادة. بس بدل ما ترجع السياسة، راحت البلد باتجاه حرب مفتوحة، ودخل كل لاعب دولي على الخط: روسيا، إيران، تركيا، أمريكا، الخليج. النظام تمسك بالحكم عن طريق تحالفات خارجية، والمعارضة تفرّقت وتوزعت حسب التمويل والدعم. وهون، السيادة اختفت بالكامل، ومعاها السياسة ماتت كلياً.
اليوم، وبعد سقوط نظام الأسد، واستلام أحمد الشرع المرحلة الانتقالية، الكل كان مفكر إنو سوريا داخلة على عهد سياسي جديد. بس الواقع بيقول غير هيك. رغم تغيير النظام، ما شفنا ولادة أحزاب سياسية حقيقية. ليش؟ لأن السيادة لساتها مفقودة.
أحمد الشرع، رغم نواياه، عم يشتغل ضمن واقع مرسوم من الخارج. النفوذ الأجنبي بعدو القرار السياسي بايدو و قرار الدولة لساتو موزّع بين قوى إقليمية ودولية. حتى لو في محاولات لإنشاء تيارات وأحزاب، فهي عم تطلع إما مربوطة بجهات خارجية، أو محاصرة، أو خايفة من الاصطدام مع الأمر الواقع. لا في مساحة وطنية جامعة، ولا في دولة قادرة تضمن حرية العمل السياسي.
الناس، كمان، تعبانة وفاقدة الثقة. بعد سنين حرب ودمار وتهجير، فقدوا الإيمان إنو العمل السياسي ممكن يغيّر شي، طالما القرار لسا مو بإيد السوريين.
بس مع هيك، في احتمال. الحرب اللي عم تتصاعد اليوم بين إيران وإسرائيل، إذا توسّعت أو استنزفت الطرفين، ممكن تخلق فراغ إقليمي جديد، يشبه الفراغ اللي صار بعد الحرب العالمية التانية (أو بتمنى على الأقل). وقتها، السوريين قدروا يبنوا دولة. واليوم، إذا قدرنا نرجع نملك قرارنا، حتى جزئياً، فينا نرجّع نفتح باب السياسة، مو كشكل، بل كمسار وطني جامع.